أحيانًا تحدث مشاكل فى وسط الكنائس لا يجد القادة غير الواعين أو الجماعة غير المتحدة حل لها، فيبحثون لهم عن كبش فداء يقدمونه للشعب ليتجنبوا هم المشكلة واثارها عليهم.
فيحمّلون هذا الكبش المشكلة برمتها دون ذنب مباشر إلا أنه وُجد فى طريقهم ،أو لأنه لن يتكلم ليدافع عن نفسه ،أو لأن ليس له ظهر كما يقولون.و يجد هذا الكبش نفسه ساقطًا وسط دائرة من البشر كلاً منهم شاهر سلاحه ليجرح فيه.
و العجيب أن هذا الكبش أحيانا لا يعرف ماذا يحدث؟ أو لماذا يحدث؟،فيشعر أنه دخل إلى دوامة لا يعرف الخروج منها و لا مقاومتها، فإما يُحطم روحيًا و نفسيًا،أو يسير بحكم القوة الدافعة حتى تهدأ الأمور ثم يلملم اشلاءه معتمدًا على نعمة الله.
و السؤال المهم الذى يبرز فى هذه الحالة هل بعدما ينجح هؤلاء القادة فى الهروب من المشكلة ،و تنتهى الأزمة بالنسبة لهم، هل سيكون هذا الكبش المجروح مازال عنده القدرة والرغبة للاستمرار فى وسط هذه الجماعة و الانتماء لها و الشعور بالامان فيها؟!.
أعتقد أن الإجابة ستكون بكل تأكيد ... لا.
فهذا العضو الذى أصبح كبش فداء و تم تجريحه بديلاً عن آخرين يعتقدون أنهم أكثر منه قيمة أو أهم منه فائدة و أهمية ،سيشعر بعدما يفيق من الصدمة أن لا يمكن أن تكون هذه الجماعة الكنسية التى كان يعتبرها أهم من أهله و أصدقائه الآخرين ...الجسد الذى يجب أن يكون عضوًا فيه، بل أنه سيعيد تفكيره فى استمراريته فى داخل الجماعة و الأنتماء لها.
و فى هذه الحالة سيعتبر هذا خسارة جديدة للكنيسة ،ليس مجرد خسارة رقم فى الجماعة ، بل خسارة عضو من الجسد.
هذا إن لم يتعثر هذا العضو مما يؤثر أحيانًا على قناعاته الإيمانية.
لذا اوجه دعوة لكل القادة فى كل كنيسة:
الأفضل أن نتحمل عواقب أى مشكلة ،متحملين مسئوليتنا فيها عن أن نخسر أو نعثر أحد الأعضاء بجعله كبش فداء.
و أقول لهذا الكبش المجروح:
لا تجعل أحزانك تقودك لقرارات إنفعالية أو ردود فعل لا تتوافق مع ضميرك المسيحى،و لا تحاول الرد بنفس الاسلوب ، بل أرفع شكواك امام الله و أهدأ امامه و صلى ليكشف لك الله إرادته من حدوث هذه الامور و ليقودك للقرارات الصحيحة التى لمجده و فى ذات الوقت لصالحك.
و حتى لو كان قراراك ترك هذه الجماعة ، فلا تجعل قراراك هذا يبعدك عن الله و الشركة معه، والسير بأمانة أمامه، فليس الله من ظلمك.
و لا تعطى لأبليس الفرصة ليهزمك بل تعلق بالله ،وأذكر الوعد الكتابى < لأنه تعلق بى أرفعه لأنه عرف اسمى> ( مز 91 : 14)
و تذكر أن الله اله العدل <لأن الرب عادل و يحب العدل ،المستقيم يبصر وجهه (مز 11 : 7).
القس جوزيف موريس