الحب اخذ ام عطاء
يحتفل العالم هذا الشهر بعيد الحب ويتبادلون الهدايا والورود وكل الاشياء الجميلة فى هذا اليوم، وايضا يتبادلون كل عبارات الحب والمودة .......وايضا يتبادلون الكلمات الجميلة والاشعار ...ويكتب الكتاب والشعراء كثيرا عن الحب اجمل الكلمات وابلغ الصور التعبيرية عن الحب .
كتب نزار قبانى:
الحب بعض من تخيلنا لو لم نجده على الارض لاخترعناه .
واذا قرأنا كل ماكتبه الشعراء عن الحب فلن يسعنا الوقت ولا المقام ..........
والحب كما عبر عنه علماء النفس هو احتياج هام جدا للانسان، يحتاجه منذ ان يكون بذره فى رحم امه ...واذا لم تسدد هذه الحاجة يصبح الانسان مفتقر الى الحب ،ويظل احتياجه احتياج دائم عنده، يبحث عنه دائما ودائما الى ان يجده سواء وجده فى مكان مشروع ام لا.
وعندما يصل الانسان الى العلاقه مع الله وييملا الله كل احتياج لديه للحب . يحتاج المؤمن بعد ذلك ان يمارس هذا الحب مع جماعة المؤمنين لان الانسان كائن اجتماعى ويحتاج ان يعطى وياخذ من الحب الموجود من الله فى داخلنا بصفتنا مؤمنين ......ولكن ماقد يصيب الانسان بصدمه ان يكون محتاج للحب ولا يجده مع المؤمنين الذين يشاركهم الحياة او الكنيسة، وذلك بسبب الخلافات ع الاراء الشخصية او المصالح الخاصة او اختلاف وجهات النظر او....او......او.......الخ
ويشعر الانسان فى هذه الحالة باهتزاز الثقة بينه وبين الاعضاء فى جسد المسيح. وبدلا من ان نكون نموذجا للحب وللعطاء نكون نموذج لحب الذات والانانية ،فيهرب هذا العضو الى العالم او الى مكان اخر يسدد له هذا الاحتياج ....وباى طريقة ...وفى هذه الحالة نجد الكنيسة فارغة ولا يوجد فيها اعضاء ،او نجد الاعضاء موجودين وكلا منهم يحمل خلف ظهره سكين للاخر.
وتتحول الكنيسة من ساحة لاعلان حب الله للبشر الى ساحة لوجود الكراهية والبغضة واعلان ان العتيق ما زال له اليد العليا ......وقد يتطرق الامر ايضا ليس لعلاقة الاعضاء ببعضهم فقط بل ايضا الى علاقة الاعضاء براعى الكنيسة، وتتحول القضية من راعى يحب ويرعى شعبه ،واعضاء يتمتعون بحب الله لهم وحبهم لبعض ،وحب واحترام لراعيهم ...الى اعضاء هاربين وتاركين كنائسهم وراعى لسان حاله البكاء ع خدمته الضائعة ...
اعزائى القراء ..... من اعضاء وقسوس
دعونا نتذكر انه عندما احب المسيح الكنيسة اخلى نفسه .....وترك مكانه ....وتواضع اخذا صوره عبد ... من منا الان عنده الاستعداد ان يخلى نفسه وان يتخلص من مشاعر الانانية وان يفكر فى الاخر قبل ان يفكر فى نفسه .
من منا الان عنده استعداد ان يحب من قلبه بغض النظر عن ماياخذه من هذا الحب من تحقيق مصالحة الشخصية ...او مايتنازل عنه فى سبيل تقديم هذا الحب ...
اعزائى رعاة واعضاء الكنائس
وقفه مع النفس : هل انا احب من قلبى العضو الفلانى فى كنيستى؟ ...او هل انا كعضو احب راعى كنيستى؟
.....اذا اجبنا بصراحة على هذا السؤال فسيكون امامنا فرصة ان نعيد تقييم علاقتنا ببعض، وسوف نعيد فهم دوافع كلا منا فى تقديم الحب للاخر .
اذا كان الحب عطاء ..فهو ايضا اخذ .....هو تبادل لعلاقة جميلة بيننا ابتداها الله معنا وانتظر منا ان نعيشها معا .....
هديتنا الحقيقيه فى عيد الحب هى الحب بعينه. احب كراعى شعبى الذى ائتمنى عليه الرب ...واحب كعضو راعى كنيستى كعضو فى جسد المسيح ...... ولاغنى لنا عن بعض .
هناء فوزى
الثلاثاء فبراير 02, 2010 7:08 am
