الانتصار يشفي الجروح
في هذا الشهر نحتفل كمصريين وعرب بالانتصار في حرب أكتوبر 1973م بعد جرح الهزيمة المرة في سنة 1967م. فالهزيمة جرح شديد في نفوس الأفراد أو الشعوب تقود لحياة مرة وجراح دامية. فهذه الأيام كانت أيام سيئة جدًا للمصريين ليس بسبب نقص الموارد والفقر لكن السبب الأهم هو شعورهم بجرح عميق هو الهزيمة. أما عندما جاء إنتصار أكتوبر تغير المصريين تمامًا فتحولت الكأبة إلى إبتهاج والشعور بالدونية للشعور بالفخر، فالانتصار يقود لحياة تُشفى فيها جروح الهزيمة وتتغير النفس من الجوانب السلبية إلى جوانب إجابية.
وعلى النطاق الروحي أيضًا نرى نفس الأمر بين المؤمنين فبينما يعيش بعض المؤمنين مهزومين يشعرون بالعار والدونية بالرغم من أن الله نفسه يريدنا أن نكون منتصرين ووهبنا ما يمكنّا من العيش بنصرة كما يقول الرسول بطرس: (2بط1: 3) "كَمَا أَنَّ قُدْرَتَهُ الإِلهِيَّةَ قَدْ وَهَبَتْ لَنَا كُلَّ مَا هُوَ لِلْحَيَاةِ وَالتَّقْوَى، ......" إلا أن البعض رغم هذا يعيش حياة الهزيمة متجرعًا مرارها في حين أن البعض منتصرين كما يجب أن يكونوا كما يقول الرسول بولس: (2كو 2: 14) "وَلكِنْ شُكْرًا ِللهِ الَّذِي يَقُودُنَا فِي مَوْكِبِ نُصْرَتِهِ فِي الْمَسِيحِ كُلَّ حِينٍ".
فتتعدد أسباب الهزيمة وجميع المؤمنين من الممكن أن يمروا بهذه الفترات كما حدث في تاريخ شعب إسرائيل، لكن الأهم هو عدم استمراريتها في حياة المؤمن، فيجب علينا كاولاد الله أن نُدرك أن الهزيمة لا تتناسب مع أشخاص ينتمون للقائد المنتصر يسوع المسيح بل الأنتصار هو جزء من هويتهم وشهادتهم لقائدهم.
فيا من تتجرع كأس الهزيمة الروحية وتعيش أسير جراح الإنكسار يمكنك الآن أن تتمتع بتحويل الهزيمة إلى نصرة بقوة الروح القدس لأن هذه إرادة الله لك.