عندما تبكي الأم من جرح الأبناء
هناك قصة عن أم يداها مشوهتان وقد كانت أبنتها تخجل منها بسبب المنظر الصعب ليدها، وفي أحد الليالي وبعد ما شعرت الأم بجرح من أبنتها بسبب خجلها من يديها المشوهتان أفصحت الأم باكية عما حدث يوم تعرضها للحريق وكيف أن الحريق الذي حدث في بيتهم كان من المفترض أن تكون أبنتها هي الضحية وهي صغيرة لولا دخول الأم وسط النيران لأنقاذ أبنتها مما نتج عنه تشويه يديها بسبب قوة النيران التي تعرضت لها.
وإذا طبقنا هذه القصة على أحوال الكنيسة فكثيرا ما نشعر كأبناء أحد الكنائس بالخجل بسبب تشوه سمعة كنيستنا ولا نعرف أن هذا التشوة حدث للحفاظ علينا وأن لولاه ما كنا نتمتع بالحق حتى الأن. فبعض الأوقات نخجل من أن الكنيسة قطعت أحد الأفراد بسبب خطية مستمر فيها كما فعلت كنيسة كورنثوس في اليونان بعد توجيهات الروح القدس لهم عن طريق الرسول بولس ضد الأخ المستمر في الزنى (1كورنثوس 5). أو أن الكنيسة أقامت مجامع ووسمت البعض بالهرطقة مثل مجامع تاريخ الكنيسة (أورشليم "أعمال الرسل 15"، نيقية، قسطنطينية، أفسس، خلقدونية) والتي فيها قطعت أناس أفراد مثل أريوس ومقدونيوس وأوطاخي أو جماعات مثل التهويديون أو الغنوسيون. أو أن هناك من أعلن علانية أعتراضه على خروج الكنيسة عن التعاليم الكتابية مما قاد لأنقسام في الكنيسة مثل مارتن لوثر سنة 1517م وحركة الأصلاح ضد أبتعاد الكنيسة الكاثوليكية في ذلك الوقت عن الكتاب المقدس والشعار الرائع الذي رفعه مارتن "الكتاب المقدس وحده".
البعض منا يخجل من هذه الأحداث التاريخية ويعتبرها تشوه غير مُسر في تاريخ الكنيسة في كل العالم، مما يجرح الكنيسة، وهو لا يعلم أن هذه الأمور التي يعتبرها تشويهات لولاها ما كنا محتفظين بالحق والتعاليم المستقيمة حتى الآن أو بين أيدينا الكتاب المقدس أو أن يتوفر لنا كنيسة محلية نقية. ويمككنا تصور الكنيسة كأنها بصفة عامة أُم تريد أن تصرخ من جرحنا لها بسبب خجلنا من هذه التشويهات حسب وجهة نظر البعض لتشرح لنا أن لولا دخولها في وسط تلك النيران ما كنا نحن الآن نسير على الدرب المستقيم.
وقد ظهرت دعاوي الآن انه لا يجب أن تشوه الكنيسة نفسها ثانية بمثل هذه الأفعال فيجب أن تتبع المحبة بترك الزاني يستمر في زناه بلا تأديب كنسي بدعوة لينظر كل واحد لنفسه وخطاياه، ويجب أن لا تتصدى للتعاليم الغريبة وغير الكتابية بدعوة الوحدة وأن العقيدة تُقسم ولكن المسيح يجمع، وظهر من يفتخر بأنه بلا عقيدة وهذه كذبة في حد ذاتها. وكإننا نُطالب الكنيسة ألا تشوه يدها ولكن تقتل نفسها، لأن الكنيسة إذا لم تتصدى لهذه الأمور وكأنها تترك السم والفساد يجري في جسدها كما حدث في العصور الوسطى والتي في أثناءها تحولت الكنيسة إلى مؤسسة سياسية أكثر منها جسد للمسيح. فكما أن للجسد الطبيعي كورات دم بيضاء تتصدى لأي فيروسات فتُجهد الجسد ولكنها تنقذه هكذا الكنيسة أيضًا يجب أن تحافظ على نقاءها حتى لو تعرضت لبعض النيران.
دعونا نفتخر بالأيدي المحروقة ولا نجرح الأم، لأن لولا الأيدي المحروقة لكنا أحترقنا. [/b][/size][/color]
الإثنين مارس 22, 2021 8:14 am
