جرح سقوط الجبابرة أم صناعة الجبابرة
مازلنا في تداعيات فيروس كرونا. وقد تناولنا في الشهور الماضية بعض الجروح التي نتجت عن هذا الفيروس مثل غلق الكنائس والإقامة الجبرية في البيت. لكن الحقيقة أن أصعب جرح خلفه هذا الفيروس هو جرح فراق أحباء لنا بالموت.
والجرح زاد عندما خطف الموت قادة كان لهم دور عظيم في ملكوت الله، أو كما يسميهم داود الجبابرة "...كَيْفَ سَقَطَ الْجَبَابِرَةُ!" (2صموئيل 1: 19) أو الأعمدة كما في سفر المزامير أيضًا "إِذَا انْقَلَبَتِ الأَعْمِدَةُ، فَالصِّدِّيقُ مَاذَا يَفْعَلُ؟»" (مزمور 11: 3).
هؤلاء كانوا في وسطنا من أيام قليلة وقد رحلوا عنا، والمشكلة الأكبر عندما يكون رحيل هؤلاء الأعمدة مفاجىء.. يا له من جرح عظيم أن تفتقد الأرض لأشخاص كانوا بالحق رجال الله ...جبابرة في عمل الله ....أعمدة حملوا الخدمة على أكتافهم.
كم الفراغ الذي تركوه هؤلاء الجبابرة رهيب. صحيح أن الله لا يترك نفسه بلا شاهد، وأن الخدام ينتهون وأما الخدمة فتستمر، لكن بالحق سقوطهم هو جرح عميق. لكن السؤال الذي يطرح نفسه، هل هؤلاء الجبابرة تركوا وراءهم جبابرة أخرين؟ هل سقوط الجبابرة يُعلمنا ويفتح أذهاننا لأهمية صناعة الجبابرة؟
فالجبابرة الحقيقيون لا يخنقون الذين يعملون تحت أيديهم ويفشلونهم بل ينمون قدراتهم حتى يصبحوا هم أيضًا جبابرة في الوقت المناسب ليكملوا مسيرة الخدمة وعمل الله.
الجبابرة الحقيقيون أصحاب رؤية مستقبلية.
الجبابرة الحقيقيون يشعرون بالأمان، ولا يروا في من حولهم تهديد لهم.
الجبابرة الحقيقيون يرون في نجاح من حولهم دليل نجاح لهم.
أمثلة لرواد صناعة الجبابرة في الكتاب المقدس:
موسى صانع الجبابرة، الذي كان يتمنى أن كل من وراءه يصيروا مثله. "...يا ليت كل شعب الرب كانوا أنبياء..." (عدد11: 29) – الذي درب يشوع ليصبح المحارب الجبار خليفته في قيادة الشعب.
إيليا صانع الجبابرة، الذي قبل أن الجيل اللاحق له يكون له ضعف قوته ونجاحه فدرب إليشع النبي - "...قَالَ إِيلِيَّا لأَلِيشَعَ: «اطْلُبْ: مَاذَا أَفْعَلُ لَكَ قَبْلَ أَنْ أُوخَذَ مِنْكَ؟». فَقَالَ أَلِيشَعُ: «لِيَكُنْ نَصِيبُ اثْنَيْنِ مِنْ رُوحِكَ عَلَيَّ». " (2 ملوك 2: 9)
الرب يسوع صانع الجبابرة، الذي جعل التلاميذ يعمدون وهو لا يُعمد – وأرسل التلاميذ بدونه ليكرزون ويشفون مرضى كتدريب لهم، فنتج عن ذلك الذين فتنوا المسكونة.
بولس صانع الجبابرة الذي تبنى تيطس – تيموثاوس وأخرين ليصبحوا رعاة للكنائس التي أسسها، وهو من بعيد يُشجع برسائل وزيارات.
هذه دعوة لا للبكاء بسبب جرح سقوط الجبابرة بل دعوة للبدء ككقادة في صُنع جيل من الجبابرة نتركه ليكمل المسيرة بعدنا .... فهل تبدء الآن.
# جرح_ سقوط _ صناعة_ الجبابرة