تحويل جرح المُعطلات إلى فرصة جديدة
يواجه الإنسان عبر رحلة حياته الطويلة كثير من المعطلات والمعوقات. والمُعطل هو كل عائق يوقف مسيرة حياتي أو تقدمي أو خدمتي عن الاستمرار والتقدم. وكثير من الناس عندما يواجهون أي مُعطل يُجرحون من ذلك ويتوقف كل شيء من حولهم الزمن والإنجاز، وعند البعض تتوقف الحياة ذاتها. ولكن بعض الناس عندما تواجههم جروح المعطلات يستطيعون أن يحولونها إلى فرصة جديدة للنجاح، وكما تقول أحدى المقولات أن: "المعطلات ما إلا درجات سلم للصعود عليها والوصول للهدف".
لذا نحتاج أن نصل لإجابة للسؤال: كيف تحول المعطلات لحياتك أو خدمتك إلى فرصة خدمة جديدة؟
ولنا مثال للإجابة على هذا السؤال في قصة نازفة الدم التي ذكرها البشير مرقس وأيضًا معه متى ولوقا:
أ. "وَإِذَا وَاحِدٌ مِنْ رُؤَسَاءِ الْمَجْمَعِ اسْمُهُ يَايِرُسُ جَاءَ. وَلَمَّا رَآهُ خَرَّ عِنْدَ قَدَمَيْهِ وَطَلَبَ إِلَيْهِ كَثِيراً قَائِلاً: « ابْنَتِي الصَّغِيرَةُ عَلَى آخِرِ نَسَمَةٍ. لَيْتَكَ تَأْتِي وَتَضَعُ يَدَكَ عَلَيْهَا لِتُشْفَى فَتَحْيَا». فَمَضَى مَعَهُ وَتَبِعَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ وَكَانُوا يَزْحَمُونَهُ.
ب. وَامْرَأَةٌ بِنَزْفِ دَمٍ مُنْذُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً وَقَدْ تَأَلَّمَتْ كَثِيراً مِنْ أَطِبَّاءَ كَثِيرِينَ وَأَنْفَقَتْ كُلَّ مَا عِنْدَهَا وَلَمْ تَنْتَفِعْ شَيْئاً بَلْ صَارَتْ إِلَى حَالٍ أَرْدَأَ - لَمَّا سَمِعَتْ بِيَسُوعَ جَاءَتْ فِي الْجَمْعِ مِنْ وَرَاءٍ وَمَسَّتْ ثَوْبَهُ لأَنَّهَا قَالَتْ: «إِنْ مَسَسْتُ وَلَوْ ثِيَابَهُ شُفِيتُ». فَلِلْوَقْتِ جَفَّ يَنْبُوعُ دَمِهَا وَعَلِمَتْ فِي جِسْمِهَا أَنَّهَا قَدْ بَرِئَتْ مِنَ الدَّاءِ. فَلِلْوَقْتِ الْتَفَتَ يَسُوعُ بَيْنَ الْجَمْعِ شَاعِراً فِي نَفْسِهِ بِالْقُوَّةِ الَّتِي خَرَجَتْ مِنْهُ وَقَالَ: «مَنْ لَمَسَ ثِيَابِي؟» فَقَالَ لَهُ تَلاَمِيذُهُ: « أَنْتَ تَنْظُرُ الْجَمْعَ يَزْحَمُكَ وَتَقُولُ مَنْ لَمَسَنِي؟» وَكَانَ يَنْظُرُ حَوْلَهُ لِيَرَى الَّتِي فَعَلَتْ هَذَا. وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَجَاءَتْ وَهِيَ خَائِفَةٌ وَمُرْتَعِدَةٌ عَالِمَةً بِمَا حَصَلَ لَهَا فَخَرَّتْ وَقَالَتْ لَهُ الْحَقَّ كُلَّهُ. فَقَالَ لَهَا: « يَا ابْنَةُ إِيمَانُكِ قَدْ شَفَاكِ. اذْهَبِي بِسَلاَمٍ وَكُونِي صَحِيحَةً مِنْ دَائِكِ».
ج. وَبَيْنَمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ جَاءُوا مِنْ دَارِ رَئِيسِ الْمَجْمَعِ قَائِلِينَ: « ابْنَتُكَ مَاتَتْ. لِمَاذَا تُتْعِبُ الْمُعَلِّمَ بَعْدُ؟»
(مرقس 5: 22 – 36)
في هذه القصة نرى أن المرأة نازفة الدم عطلت الرب يسوع بسحب قوة منه نتيجة لمستها له لمسة إيمان، فوقف عن اداء هدف ورؤية خدمته المعلنة في هذا التوقيت بأنه يشفي أبنة يايرس ذات الاثنى عشر سنة. وبتعطيل الرب يسوع وتأخير الوقت نرى أن البنت ماتت. الصورة أن هناك معطل ولكن استخدم الرب هذا المعطل ليحوله إلى فرصة:
للشفاء.
للشهادة لقوة الإيمان.
لمعجزة أكبر وهي إقامة ابنة يايرس من الأموات.
وأحيانًا المُعطل والعائق والمنع للخدمة يكون من الروح القدس نفسه، ليقود الإنسان إلى فرصة جديدة للخدمة، كما منع الروح القدس بولس أن يخدم في أسيا. (أعمال 16: 6).
وفي خدمة بولس نرى أيضًا كيف تم تعطيل خدمته بدخوله السجن في فليبي (أعمال 16: 23) ولكن بولس بدأ يعتبرها فرصة لإنشاء خدمة كرازية جديدة داخل السجن. وأيضًا عندما أحُتجز في بيت تحت الحراسة (تحديد إقامة) لمدة سنتين (أعمال 28: 30) حوّل البيت إلى مدرسة لاهوتية، وتحول من الكرازة والتعليم عن طريق الرحلات التبشيرية إلى الرسائل ووسائل الاتصال المتاحة حينذاك.
وفي مثل الرجل المسافر من أورشليم إلى أريحا (لوقا 10: 30) نجد أن الكاهن واللاوي اللذان رفضا فكرة أن يكون الرجل المضروب مُعطل لهم في الخدمة، فقد فرصة رائعة لخدمة أعظم. ولكن الرجل السامري استخدام تعطيل هذا الرجل له كفرصة لخدمة جديدة من الممكن أنه لم يقم بها سابقًا.
فيجب أن تتعلم كيف تحول كل معطل لخدمتك لفرصة خدمة جديدة، وإذا تم تعطيل خدمتك لأي سبب فأعتبر أن هذه فرصة من الله لتبدأ خدمة من نوع جديد، ولنتذكر أن الله صاحب الكرم ونحن ما إلا فعله يحركنا كما يشاء لمجده. فحول جرح تعطيل أو توقف خدمتك في مكان معين أو مع أشخاص معينيين إلى فرصة لإكتشاف وإدراك ما يريده صاحب الكرم.