جروحات تولد حياة
في هذا الشهر احتفل كل العالم المسيحي بذكرى صلب وموت الرب يسوع المسيح، هذه الحادثة التي حفرت في أذهاننا وقلوبنا الجروحات والموت البشع للمسيح على الصليب للتكفير عن خطايانا ولفداء نفوسنا. كثيرون يرون أن الجروح والموت على صليب قصة تراجيديا كئيبة .... وهي يالفعل هكذا، وأنها ما كان يجب أن تحدث خاصة لشخص بار مثل المسيح.
ولكن إذا رأينا نتائج هذه الجروح وتبعيات هذا الموت لتغيرت الصورة. فجروحات المسيح والموت على الصليب كان قصد الله منذ الأزل "هَذَا أَخَذْتُمُوهُ مُسَلَّماً بِمَشُورَةِ اللهِ الْمَحْتُومَةِ وَعِلْمِهِ السَّابِقِ وَبِأَيْدِي أَثَمَةٍ صَلَبْتُمُوهُ وَقَتَلْتُمُوهُ. " (أعمال2: 23) ، كما كان في الوقت ذاته اختيار المسيح ومهمته التي لم يثنيه عنها شيء أو شخص "قَائِلاً: إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُسَلَّمَ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي أَيْدِي أُنَاسٍ خُطَاةٍ وَيُصْلَبَ وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ»" (لوقا 24: 7). لماذا؟ لأن الجروح والموت كانت سببًا للشفاء والحياة.
فمن جروح الرب يسوع خرج شفاء "وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ وَبِحُبُرِهِ (جراحه) شُفِينَا." (إشعياء 53: 5)، ومن موته خرج حياة "لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ." (يوحنا 3: 16).
والرب يسوع نفسه علم تلاميذه قبل الصليب قائلاً: "اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَقَعْ حَبَّةُ الْحِنْطَةِ فِي الأَرْضِ وتَمُتْ فَهِيَ تَبْقَى وَحْدَهَا. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ." (يوحنا 12: 24)، فالجروح والموت هما طريق الثمر.
فالصليب درس هام جدًا ومُعزي ومُلهم لكل مجروح ومتألم، فجروحك والامك حولها لتصبح شفاء وحياة للآخرين، وبدلاً من النوح واليأس يتحول الأمر إلى فرح ورجاء عندما ترى من شفوا من خلال جراحك.