كذبة إبريل: أنت بلا جروح هذا الشهر
نحن في شهر إبريل ... ولا أعرف لماذا ربط الناس هذا الشهر بالكذب، وبنوع محدد من الكذب ... هو الكذب بغرض الدعابة أو التضليل لفترة من الوقت.
ومن ضمن كذبات هذا الشهر الفكاهية:
- تغيير رئيس الجمهورية ليصبح أحدهم هو الرئيس.
- انخفاض الاسعار.
- دمار سد النهضة في أثيوبيا...إلخ
ولكن على المستوى الكنسي هناك كذبة يكذبها بعض الخدام من على منابر الكنائس وأعتقد أن هذا بدون قصد وبجهل، وللآسف أن هذه الأكاذيب ليست في شهر إبريل فقط بل هي مستمرة طوال السنة. هذه الكذبة هي أنك لن تمر بجروح أو آلام أو مشاكل عندما تؤمن بالمسيح... لماذا لأنك مؤمن وبالتالي فأنت محمي من أي من هذه الأشياء الشريرة. وكأننا أمام عرضOffer من كارفور لزبائنه. بل الأزيد عند إيمانك تنفتح مغارة على بابا لك. فهل بالفعل الكتاب المقدس يخبرنا بأن المؤمن لا يُجرح أو يتألم؟! وأنه كلما كانت درجة قداستنا أعلى كلما كنا في غنى وراحة ورفاهية في هذا العالم الحاضر.
فهل معرفتنا أو حتى ثقتنا بالرب يسوع تُعنى حياة خالية من الأمراض والمشاكل؟ حياة تغلفها الرفاهية، من فيلا بحمام سباحة، وسيارة آخر موديل، وحساب بنكي كبير. وهل تعرض المؤمن لمرض أو مروره بألم أو مشاكل، وعدم وجود حسابات بنكية وسيارة وفيلا كلها تُعني أن هناك خطية في حياته؟ اليست هذه كذبة وهي أسوأ من كذبة إبريل.
فأين آيوب المتألم من هذا؟... وأين الرب يسوع الذي لم يكن له أين يسند رأسه، ولم يكن معه ما يدفعه للضرائب..أين كل هذا من هذا التعليم الغريب؟ ....وأين بولس وشوكته التي بالجسد؟ بل ما علاقة هذه الأكاذيب بتعليم الرب أن في العالم سيكون لنا ضيق (يو16: 33) " قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهَذَا لِيَكُونَ لَكُمْ فِيَّ سلاَمٌ. فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ وَلَكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ».،وأن العالم يبغضنا (1يو3: 13) " لاَ تَتَعَجَّبُوا يَا إِخْوَتِي إِنْ كَانَ الْعَالَمُ يُبْغِضُكُمْ.".
إن هذه الأكاذيب هي فهم خاطىء لكلمة الله وعدم تمييز ما بين العهد القديم الذي كان فيه شعب الله شعب أرضي (شعب إسرائيل) وبركاته أرضية، أما العهد الجديد فالكنيسة هي شعب الله وهي جسد المسيح الروحي لذا فبركات هذا الشعب هي بركات روحية، بالرغم من إحسانات الرب للمؤمنين في حياتهم ولاسرهم.
فهل نرفض كذبة إبريل هذه ونعلن أننا قد بُركنا بالفعل بكل بركة روحية في السماويات (أف1: 3) " مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بَارَكَنَا بِكُلِّ بَرَكَةٍ رُوحِيَّةٍ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ" وأن حتى لو أحتوى هذا الشهر على جروح وآلام وضيقات ومتاعب وأمراض فليعظم أنتصارنا بالذي أحبنا، فأرتباطنا بالرب ليس لمصلحة شخصية أو مكسب مادي، وعمق علاقتنا معه ثمره ليس المال والبنون بل ثمره هو ثمر الروح، وتمجيد الآب، وبناء كنيسة يسوع المسيح، وأنتشار ملكوته.