مقالة إبريل 2014: جروح عدم التجاوب والتجاوب المتأخر
كاتب الموضوع
رسالة
Admin Admin
المساهمات : 190 تاريخ التسجيل : 06/07/2009 العمر : 55 الموقع : Admin
موضوع: مقالة إبريل 2014: جروح عدم التجاوب والتجاوب المتأخر الأربعاء أبريل 16, 2014 10:47 am
جروح عدم التجاوب والتجاوب المتأخر (نش 5: 2- - "أَنَا نَائِمَةٌ وَقَلْبِي مُسْتَيْقِظٌ. - صَوْتُ حَبِيبِي قَارِعًا: «اِفْتَحِي لِي يَا أُخْتِي، يَا حَبِيبَتِي، يَا حَمَامَتِي، يَا كَامِلَتِي! لأَنَّ رَأْسِي امْتَلأَ مِنَ الطَّلِّ، وَقُصَصِي مِنْ نُدَى اللَّيْلِ». - قَدْ خَلَعْتُ ثَوْبِي، فَكَيْفَ أَلْبَسُهُ؟ قَدْ غَسَلْتُ رِجْلَيَّ، فَكَيْفَ أُوَسِّخُهُمَا؟ - حَبِيبِي مَدَّ يَدَهُ مِنَ الْكَوَّةِ، فَأَنَّتْ عَلَيْهِ أَحْشَائِي. قُمْتُ لأَفْتَحَ لِحَبِيبِي وَيَدَايَ تَقْطُرَانِ مُرًّا، وَأَصَابِعِي مُرٌّ قَاطِرٌ عَلَى مَقْبَضِ الْقُفْلِ. فَتَحْتُ لِحَبِيبِي، لكِنَّ حَبِيبِي تَحَوَّلَ وَعَبَرَ. - نَفْسِي خَرَجَتْ عِنْدَمَا أَدْبَرَ. طَلَبْتُهُ فَمَا وَجَدْتُهُ. دَعَوْتُهُ فَمَا أَجَابَنِي - وَجَدَنِي الْحَرَسُ الطَّائِفُ فِي الْمَدِينَةِ. ضَرَبُونِي. جَرَحُونِي. حَفَظَةُ الأَسْوَارِ رَفَعُوا إِزَارِي عَنِّي. - أُحَلِّفُكُنَّ يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ إِنْ وَجَدْتُنَّ حَبِيبِي أَنْ تُخْبِرْنَهُ بِأَنِّي مَرِيضَةٌ حُبًّا." ماذا يحدث عندما تحب شخص وهو يُظهر عدم تجاوب مع حبك .. أي جرح ستشعر به. وماذا يحدث إذا تجاوبت مع حب من يحبك ولكن متأخرًا بعدما تخسره ...أي جرح ستشعر به. فكم من المرات نشكو بأن من نحبه لا يتجاوب مع حبنا فنشعر بالجرح أو أنه يتجاوب متاخرًا وبعد فوات الأوان فنشعر أيضًا بالجروح. تقدم العريس (الرب يسوع) في سفر نشيد الإنشاد ليعبر عن حبه للعروس (الكنيسة) وبدلاً من أن تبادله الكنيسة الحب في الوقت ذاته، رفضت هذا الحب نتيجة التكاسل ، فكم الجرح الذي سيشعر به الرب يسوع. هكذا ونحن نحتفل في هذا الشهر بصلب ربنا يسوع المسيح لأجل خطايانا، حيث أنه أحبنا وكانت محبته ليست باللسان أو بالكلام لكن كانت بالعمل والحق، كانت بالآلام والتضحية كشاة تساق إلى الذبح. ومع ذلك فهناك الكثيرين منا الذين يقابلون محبته التي يعجز اللسان عن وصفها بعدم التجاوب فيجرحونه بالتجاهل لحبه المقدم للجميع، والبعض يجرحونه رغم أنهم يتجاوبون مع محبته لكنهم يجرحونه بالتجاوب المتأخر لهذا الحب العظيم. فهناك من هم مثل اليهود (كهنة وكتبة وفريسين وشعب) الذين تجاوبوا مع محبته وشفاءه لأمراضهم وإقامته لموتاهم واشباعه لجوعهم وشفقته عليهم في مصاعبهم بأصلبه أصلبه دمه علينا وعلى اولادنا. فهم تجاهلوا حبه بجرح الرفض وعدم التصديق والحسد والغيرة والخيانة وأخيرًا بالصلب والسخرية منه حتى وهو معلق على الخشبة. فهم كان لهم عيون لا تبصر واذان لا تسمع بسبب قلبهم القاسي الغليظ، فهم مثل كل خاطىء يجرح قلب الرب المحب بتجاهله لمحبته. والرب لا يقصد بالتجاوب مظاهر الترحيب والاحتفالات كما فعل اليهود للرب عند دخوله اورشليم (اوصنا لابن داود، اوصنا في الاعالي، مبارك الآتي باسم الرب) من أغاني وفرش ثياب والتهليل بسعف النخيل، بل يقصد استقباله في القلب كالمخلص الشخصي للقلب والسيد على الحياة. فكم من أناس منا يشكون من جروح الناس في أنهم لا يتجاوبون مع محبتنا بالرغم أننا نفعل نفس الشيء مع الرب. وهناك من هم مثل عروس النشيد الذين لم يرفضوه ولا سخروا من محبته ولكنهم يتجاوبون مع محبته متأخرًا فيجرحونه بعدم التجاوب مع محبته في الوقت المناسب، فعروس النشيد أعطت الاعتبار لأشياء تافهة عطلتها - من ثياب خُلعت وارجل غُسلت - عن التجاوب مع محبة العريس في الوقت المناسب، وعندما رأت يده من الكوة (يده المثقوبة) تحركت مشاعرها وفتحت له لكنه عبر فلم تجده لأنه غادر المكان واضطرت أن تبحث عنه لتجده ولكن بعد أن قاست المشقة. فكثير من المؤمنين يشكون بأن الناس لا يتجاوبون مع محبتهم بالقدر المناسب أو في الوقت المناسب ويشعرون بالجروح الشديدة بسبب هذا، وهم في الوقت نفسه يجرحون الرب الذي أحبهم لأنهم يتجاوبون مع محبته متأخرًا فيجرحونه، فالبعض يتجاوب مع دعوة الرب له بالتكريس أو بالقيام بخدمته معينة متأخرًا، وبعد أن يعانوا يبدأون في التجاوب والطاعة. فهذه دعوة للخطاة بألا يجرحوا من أحبهم وصلب من أجلهم بتجاهل هذه المحبة بل يقبلوه في قلوبهم مخلص شخصي، وسيد يملك بالتمام عليهم بالحب. وهي أيضًا دعوة للمؤمنين بألا يجرحوا من أحبهم وخلصهم من خطاياهم بالتجاوب المتأخر لحبه بل يتعلمون كيف يتجاوبون مع محبته في الوقت المناسب. ولنتذكر أن جروح عدم التجاوب أصعب من جروح الصليب.
مقالة إبريل 2014: جروح عدم التجاوب والتجاوب المتأخر