بين جروح الصليب ونصرة القيامة
في بداية هذا الشهر أحتفل المسيحيون الشرقيون بالصليب والقيامة، وهذا الحدثان يصفان جانبان مهمان من عمل المسيح لأجلنا، وكما قال بولس الرسول: "الَّذِي أُسْلِمَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا وَأُقِيمَ لأَجْلِ تَبْرِيرِنَا." (رومية 4: 25) فإن كان المسيح في الصليب دفع ثمن خطايانا ككفارة عنا وفداء بدلاً منا، فبدون القيامة لم يكن من الممكن أن نُدرك أن الآب قبل فداء المسيح لنا ورضى عن ذبيحته. فهو أسُلم لأجل الخطية لكنه أُقيم لأجل التبرير.
عندما ننظر للصليب على حدى نستطيع أن نرى بوضوح كيف أنه رمز للجروح بكل أنواعها، فالمسيح على الصليب أختبر الحزن والسحق والاحتقار والذل والخيانة والظلم واليأس والأحباط والضعف والأهانة والشتيمة والتعذيب، فهو سيق كالشاة وكالنعجة كل هذا بدون أي ظلم أو فرية أو تقصير فيه. وبالطبع أروع من سجل صورة المسيح على الصليب هو النبي إشعياء بروح النيوة قبل المسيح بحوالي 700 سنة.
وعندما ننظر للقيامة أيضًا على حدى ننظر للنصرة والحياة والشفاء والتعويض والابتهاج والرفعة والمجد والتقدير والقوة والرجاء. من منا لا يريد روح القيامة بكل مجدها وصفاتها ولكن السؤال هل ينفع قيامة بدون صليب؟!
فالنقطة الهامة هي العلاقة بين الصليب والقيامة. فالحقيقة أنه لا قيامة بدون صليب، ولا حياة بدون موت، ولا نصرة بدون إنسحاق ولا مجد بدون احتقار ولا تعويض بدون ظلم، وهذا ما قاله الرب يسوع بنفسه وعن نفسه: "اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَقَعْ حَبَّةُ الْحِنْطَةِ فِي الأَرْضِ وَتَمُتْ فَهِيَ تَبْقَى وَحْدَهَا. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ." (يوحنا 12: 24)
أما الجانب التطبيقي في حياتنا للصليب والقيامة فنستطيع أن نقول أن جوانب الحياة لكل إنسان ما هي إلا هذين الوجهين الصليب والقيامة وأنه لا قيامة بدون صليب وبالتالي فلا شفاء بدون جروح، ولا حياة بدون موت. فأن كنت أخي أو أختي تمر في الصليب فأنتظر القيامة فأنها يجب أن تأتي بعد الصليب لأن الله لا يهزم في حياة أبناءه.
#بين_جروح _ الصليب_و _نصرة _ القيامة
#جوزيف_موريس_حبيب