"فَيَسْأَلَهُ: مَا هَذِهِ الْجُرُوحُ فِي يَدَيْكَ؟ فَيَقُولُ: هِيَ الَّتِي جُرِحْتُ بِهَا فِي بَيْتِ أَحِبَّائِي." (زكريا 13: 6)
نشر أحدهم في الفيس بوك هذا السؤال: متى تكون الخيانة أصعب....عندما تكون من:
الأعداء أم الزملاء أم الأقارب أم الأحباء؟. بالطبع ستكون الأجابة من الجميع أن أصعب الجروح هي التي تأتي من الأحباء.
والصليب هو تجسيد لهذا الأمر حيث أن أصعب الجروح التي تعرض لها الرب يسوع لم تكن الجروح المادية من مسامير وحربة وسياط، ولم تكن الجروح النفسية التي تعرض لها من الأعداء من أتهامات ظالمة، وأهانات، ولكن كانت جروحه التي لا تُحتمل هي التي كانت من أحباءه، فيهوذا خانه وبطرس أنكره وبقية التلاميذ هربوا ولم يقفوا معه.
فزكريا النبي يتنبأ قبل مجىء المسيح بحوالي 500 سنة عن جروح المسيح وصعوبتها عندما قال: "فَيَسْأَلَهُ: مَا هَذِهِ الْجُرُوحُ فِي يَدَيْكَ؟ فَيَقُولُ: هِيَ الَّتِي جُرِحْتُ بِهَا فِي بَيْتِ أَحِبَّائِي." (زكريا 13: 6)
وبالرغم من كل هذه الجروح الغائرة التي صنعتها يدي أحبائه فيه إلا أنه...... للأعداء طلب الغفران على الصليب، وللأحباء مثل بطرس نظر نظرة حب لا إدانة وبعد القيامة أوصى مريم المجدلية أن تخبر بطرس ببشارة قيامة الرب يسوع وكأنه يجدد العلاقة معه.
فالجروح من الأحباء كانت شديدة الصعوبة .... ولكن الرب يسوع قابلها بالحب والغفران والتماس العذر وتجديد العلاقات....لماذا؟ ..... لأن البديل سيكون الكره والنقمة والدينونة، وهذه الأمور تؤذي الجميع حتى المجروح ذاته خاصة إذا كان شخص مؤمن. فالمؤمن الذي يواجه التجريح بالكراهية سيحترق بنارها، وستتوقف حياته، ويحزن الروح القدس في داخله.
وفي الحقيقة الأمر ليس بالبساطة أن يكون رد فعلنا على جروح الأحباء حب وغفران والتماس عذر،......فأين الحل؟ الحل هو في قوة المسيح أو كما يقول الكتاب المقدس "البسوا المسيح" فعندما نلبس المسيح نلبس معه قوة الغفران والحب...... فعندما نسكب ذواتنا أمام الرب طالبين منه أن يغطينا ويصبح هو الذي يتعامل مع الجروح والجارحين لا نحن، فسنستطيع....لماذا؟..... لأنه هو يستطيع.
وهذه دعوة لكل مجروح جرحه أحبائه .... ألبس المسيح ولا تدمر ذاتك.