مقال ديسمبر 2009 : جرحى النيران الصديقة

من عدة سنوات و اثناء حرب الخليج و حرب العراق ترددت كثيرا عبارة ( النيران الصديقة ) فكان يقع فى ذلك الوقت كثير من الجرحى، بل و القتلى من الجنود الامريكان على يد القوات البريطانية و العكس.
فرغم صداقة و تعاون و وحدة موقف الجيشين الا انهما اذيا بعضهما البعض كثيرا و تسببا لبعضهما فى الكثير من الخسائر فى الارواح و العتاد .....لكن لماذا حدث هذا؟
بالطبع هو ليس نوع من الكراهية او العداوة لانهما كانا متحدين فى الهدف، كما ان عدوهما كان واحد ، و لكم ما حدث كان نوع من:
- عدم التنظيم و التنسيق و التدريب.
- عدم التواصل و الجهل بالاخر.
- عدم وحدة او جودة الإدارة.
- عدم وضوح الرؤيا.
اليس هذا ما يحدث احيانا كثيرة داخل الكنيسة ووسط جماعة المؤمنين ، جسد المسيح الواحد، فنرى كثير من المجروحين لا بيد الشيطان و جنوده ، و لكن بيد النيران الصديقة التى من المفترض ان توجه من الكنيسة الى مملكة الظلمة لهدم ابواب الجحيم.
فالاخ يفتح النيران على صديقه و اخيه ، و هذه الكنيسة تفتح النيران على كنيسة اخرى من المفترض انهما جبهة واحدة ضد قوات الشر.فنرى الاخ المجروح و الراعى المجروح ... بنيران من ؟! بنيران اصدقاءهم.
و النتيجة النهائية كثير من المجروحين ، و ضعف فى قوة جيش المسيح او تعطل فى تحقيق الهدف المشترك و هو امتداد ملكوت الله، وقوة و مكاسب لمملكة ابليس.
و لكن لماذا هناك مجروحين بنيران صديقة داخل الكنيسة؟
لنفس الاسباب التى سردناها سابقا عن جنود جيوش التحالف فى حرب الخليج.
1- عدم التنظيم والتنسيق و التدريب:
فنحن كثيرا ما نهمل التعليم الكتابى الصحيح الذى يعلمنا أهمية أن يكون جسد المسيح منظم و متحد ،و انه يجب ان يكون هناك تنسيق بين أعضاءه ، و ان يتدرب كل الجسد على كيفية العمل معاً.و كما يقول الرسول بولس بالروح القدس:
"مجتهدين ان تحفظوا وحدانية الروح برباط السلام.جسد واحد و روح واحد كما دعيتم ايضا في رجاء دعوتكم الواحد.رب واحد ايمان واحد معمودية واحدة.
و ايضا :" الذي منه كل الجسد مركبا معا و مقترنا بمؤازرة كل مفصل حسب عمل على قياس كل جزء يحصل نمو الجسد لبنيانه فى المحبة " افسس 4 : 3 - 16


2- عدم التواصل و الجهل بالاخر:
كيف يتحد شعب فى بناء و هو لا يفهم بعضهم بعض، الا نتذكر بناة برج بابل بعدما بلبل الرب السنتهم و فُقد التواصل بينهم، ماذا كان نتيجة عدم تواصلهم " فبددهم الرب من هناك على وجه كل الارض فكفوا عن بنيان المدينة" تكوين 11 : 8 ،فعدم التواصل المستمر و الواضح بين اعضاء جسد المسيح ، و جهل المؤمن باخيه ،جهله : بطباعه و عاداته و اسلوبه فى العمل و الكلام ، نتيجته الوحيدة الجروح و تعطل البناء.

3- عدم جودة ووحدة الإدارة:
ايضا عامل الادارة و القيادة من أهم عوامل انتشار جرحى النيران الصديقة، فعندما يكون هناك اكثر من قائد للعمل الواحد ، او ان القائد من يقوم بالادارة للمجموعة غير مؤهل بطريقة جيدة يتسبب فى احتكاك اعضاء المجموعة و عدم التنسيق بينهم وجرح الواحد الاخر بدون نية مُبيتة.

4- عدم وضوح الرؤيا:
كيف يكون حال اى مجموعة اذا لم يكن لها رؤية واحدة واضحة ،كما يقول الكتاب المقدس فى سفر الامثال 29 : 18 " بلا رؤية يجمح الشعب...."، فالنتيجة ان كل عضو يسير فى الاتجاه الذى يظن انه الصحيح و بالتالى فالاخر بالنسبة له يسير فى الاتجاه الخاطىء ، ومن الممكن اعتباره عن وعى او لا وعى عدو ، ومن هنا يفتح كل اخ النيران على صديقه .
لذلك فانا اقدم دعوة لكل الذين ُجرحوا بالنيران الصديقة ، ان لا ننشغل بالرثاء للذات او محاولة الرد بالمثل او الدوران فى دائرة عدم الغفران....بل دعونا نبحث الاسباب التى ادت لفتح نيراننا على بعضنا البعض ، و لنتذكر اننا فى النهاية جيش واحد هو كنيسة الرب يسوع ،و لنا عدو واحد وهو ابليس ،و هدف واحد وهو هدم مملكة الظلمة و امتداد ملكوت الله، و ان كل مجروح هو نقص فى قواتنا و خسارة لجميعنا.
القس/ جوزيف موريس

الرب يباركك يا اخ جوزيف ، الموضوع جميل جدا ومفيد وانا اشكر الرب من اجل كلامك وتحليلك الرائع ولكنني اود ان اضيف شيئا صغيرا اعتقد انه مفيد وهو انه ليس جميع الموجودين في كنائسنا اليوم هم اولاد الرب ومن الممكن ان يكون هناك العديد من جواسيس ابليس الموجودين داخل الكنائس لتخريبها من الداخل ، لذلك علينا ان نكون حذرين بحسب قول الرب يسوع (كونوا ودعاء كالحمام وحكماء كالحيات) ولا نسمح لأي من هؤلاء الجواسيس ان يتغلغلوا الى داخل وحدة جسد المسيح،أمين.

رائع يا اخ زياد - انت عضو فعال فى هذا المنتدى و افكارك رائعة - و انا معاك ان مشاكل كثيرة هى من اللفيف او الجواسيس الذين يتجسسون حريتنا فى المسيح و يحاولون ان يقلبوا الجماعة.

يظن البعض بان المؤمنين مستثنئين من الجروح لانهم اولاد الله ولكنى اشكر القس جوزيف الذى تكلم على لسان كل مؤمن مجروح وعندها ينظر ليه اليعض كانه مؤمن ساقط او ضعيف ..ولكن القس جوزيف اوضح اسباب هذه الجروح الذى اعتقد ن من اهم اسبابها الذات فى الخدمه فكل يسعى لاثبات ذاته وهنا يدوس على الاخرين ..فساعدنا يارب ان نخدمك بروح التواضع

مرحبا بك صديقى العزيز حليم
سعدت بتعليقك - و اضم صوتى لصوتك ليساعدنا الرب حتى نسلك بالاتضاع.
نتمنى مشاركتك الدائمة فى المنتدى

ان التواضع هو من اهم صفات الانسان المؤمن ، ومن المهم ان نتعامل مع بعض بروح التواضع ، خادمين بعضنا بعضا ومقدمين بعضنا بعضا في الكرامة، صحيح ان الجرح ممكن ان يكون كبيرا نتيجة ضعف بعض الاخوة او اي سبب اخر ولكن محبة الرب يسوع المسكوبة علينا اكبر من كل الجروح ولذلك ينبغي علينا ان نتجاوز كل الجروح وان تكون عيوننا على الرب يسوع المسيح الذي هو مثالنا في التواضع والمسامحة والغفران لكل من اخطأ والرب قادر ان يرد الاخوة الضعفاء ويرجعهم الى حظيرته مرة اخرى ولذلك علينا نحن المؤمنين ان نزيد من صلواتنا من اجلهم وخصوصا الخدام والقسس منهم ، ويا ليت الرب يسوع يعمل في حياتهم ويغيرهم ليكونوا افضل ويرجعوا الى طريق الحق.

نرحب بك يا بابا مبروك عضواً جديداً فى المنتدى
بالفعل ...فسبب من اسباب النيران الصديقة هو ضعف الانتماء للجماعة أو للكنيسة ، فكل فرد أصبح جزيرة معزولة فلماذا لا يشك فى الاخر او لا يجرحه.
اضم صوتى لصوتك لعودة شعور الانتماء لنا كأعضاء فى جسد المسيح.