جروحات المصايف
نحن الأن في صيف 2015م والجميع يركض إلى المصايف هرباً من حر الصيف وبحثاً عن قليل من الراحة وسط زخم الحياة طوال العام. ولكن كثيرين ممن يهربون للمصايف يعتقدون أنهم يهربون من كل ما يكدر صفوهم، حتى أن البعض يظن أنه يهرب من كل همومه التي تثقل كاهله بل حتى جروحات الماضي في حياته لمدة أسبوع المصيف أو شهور الصيف. لكن المفاجأة أن هذا الشخص يجد أنه حتى في المصايف هناك جروح ولكن نوع أخر من الجروح، أنها جروح المصايف.
من هذه الجروح الصيفية والتي تنتشر في فترة المصايف جرح النقد والتقييم فكل شخص ينظر لمن حوله نظرة نقدية لملابسه وسلوكه ويقيم الآخرين حسب مقاييسه التي يعتبرها ستندرد (قياسية)، وهناك أيضاً جرح النظرات الغير مقدسة فالفتيات يُجرحن من هذه النظرات الغير مقدسة لأجسادهن والرجال يعتبرن أن الفتيات هن السبب في جرح ضمائرهم بما يلبسونه من ملابس تعثرهم على حد قولهم، والفتيات (المسيحيات) بصفة خاصة يرين في المصايف فرصة للتحرر والتنفيس بعيداً عن القيود الظاهرية الغشيمة التي يفرضها مجتمع التشدد الديني خاصة في المناطق العشوائية، فيتصرفون وبدون أي أعتبار لأي حدود للمجتمع قد تصل لحد التعثير وعدم الأهتمام بالأخر والتسبب في جرحه.
وبدون نقد أو تقييم فقط هذه المقالة دعوة للتفكير في:
- أن المصايف والفسح حتى لو استمرت طول الصيف لن تشفي جروح الماضي لأن الحل ليس الهروب لكن المواجهة وطلب الشفاء من الله والتقوية بنعمته وبروحه القدوس.
- وأيضاً هي دعوة للتفكير في أن لا نجرح أحد بحريتنا لأن حريتنا في المسيح ليست فرصة للجسد ولكن فرصة للشهادة لنعمة الله فينا.