في عالم الطيور هناك ما يُعرف بالطيور الجارحة مثل النسر والصقر والبشاق....إلخ والتي من طبيعتها الجرح والقتل والدماء، ومهما تم تسكين هذه الطيور وسط البشر ومحاولة تحويلها خلافاً لطبيعتها إلا أنها في النهاية تُظهر طبعها الحقيقي للقتل وميلها الطبيعي للجرح.
فالمثل الذي يقول أن: الطبع يغلب التطبع هو مثل حقيقي لأن طبع هذه الطيور يغلب أي محاولة مخالفة لذلك، ومهما أظهرت هي لفترة أنها تتغير وتتبدل وتتعايش مع البشر بطبيعة مغايرة حتمًا سيأتي الوقت لتظهر حقيقتها.
ولكن...هل هناك نوعية من البشر هي جوارح بالطبيعة؟! هل هناك أناس بطبيعتهم ميالين إلى تجريح الآخرين وآذيتهم، ومهما أخذوا الفرصة ليكونوا أُناس صالحين ففي النهاية تظهر طبيعتهم الحقيقية.
الكتاب المقدس يقول عن هذا:
"هَلْ يُغَيِّرُ الْكُوشِيُّ جِلْدَهُ أَوِ النَّمِرُ رُقَطَهُ؟ فَأَنْتُمْ أَيْضًا تَقْدِرُونَ أَنْ تَصْنَعُوا خَيْرًا أَيُّهَا الْمُتَعَلِّمُونَ الشَّرَّ! " (إرميا 13: 23)
فهو بالفعل سؤال خطأ منا عندما نسأل الطيور الجارحة لماذا تجرح وتفترس وتحب الدماء ولماذا لا تتعايش مع الجميع رغم ترحيبهم بذلك.
ونحن نعيش الأن ظروف صعبة تمر فيها بلادنا، كثيرون ينظرون إلى الجماعة الحاكمة ويتسألون بسذاجة .... لماذا هم يعادون الجميع ولماذا يجرحون بل ويفترسون الكل رغم فرصتهم التاريخية أن يكونوا جزء من هذا الوطن...ولكنهم نسيوا ببساطة أن طبعهم يغلب تطبعهم، وأن ما تعلموه ومارسوه طوال تاريخهم لا يستطيعون أن يتخلصوا منه مهما حاولوا اظهار تدينهم ومدنيتهم وانسانيتهم وتمدنهم.
فلا تستغربوا طريقة الطيور الجارحة وتعطشها للدماء وتصرفوا الوقت في معاتبتها أو إيجاد حلول وسط للتعايش معها..... بل صلوا أن الرب يخلصنا منها بقوته وسلطانه وحده.