"مِنَ الْوَجَعِ أُنَاسٌ يَئِنُّون،َ وَنَفْسُ الْجَرْحَى تَسْتَغِيثُ، وَاللهُ لاَ يَنْتَبِهُ إِلَى الظُّلْمِ." (أيوب 24: 12)
في أثناء الحوار الذي جرى ما بين أيوب واصدقائه الأربعة أثناء مروره في تجربته المريره، وفي الدورة الثالثة للجدال بينه وبينهم حول سبب الألم. نطق أيوب في دفاعه عن موقفه هذه الكلمات وهو يصف ما يفعله الأشرار ... وفي ذات الوقت ما يبدو في الواقع في أعين الذين لا يعرفون الله معرفة حقيقية فيتهمون الله.
فقال ايوب: نفس الجرحى تستغيث
فالواقع أن الأشرار يفعلون كل الظلم ويصنعون كل الأذى...كل ماهو ضد الله وابناءه، ونتيجة لذلك فنفس الجرحى الواقع عليها هذا الظلم من هؤلاء الأشرار تستغيث بالله وصراخهم يصعد إليه حيث أنه لا عدل ولا إنصاف في عالمهم، ولا رجاء لهم سوى إلههم.
ولكن يكمل أيوب كلامه بأن: والله لا ينتبه إلى الظلم
فهذا ما يظنه الظالمون.
وهذا ما يبدو للعيان في واقع الحياة.
وهذا ما يراه الذين لا يعرفون الله بالحقيقية.
لكن من يعرف الله معرفة حقيقية، يعرف أنه إله العدل .. محب العدل .... صانع العدل .. العدل قاعدة كرسيه.
فهو ينتبه للظلم الذي يقع على الأبرياء والذين نفوسهم تستغيث به، ويحقق العدل.
......لكن كما في قصة أيوب الذي كان يستغيث بالله من ظُلمٍ مجهولٍ وظُلمٍ معلومٍ....الظلمُ المجهولُ هو ما حدث له ولعائلته ممن؟! ...هو لا يعرف، والظلمُ المعلومُ ظلم زوجته وأصدقائه ومعارفه له في محاولتهم لتفسير أن السبب الوحيد للمصائب الحادثة له هو أخطاءه، بدى كأن الله لا ينتبه.
فهذا ما ظنه الظالمون لأيوب.
وهذا ما بدى للعيان في واقع الحياة.
وهذا ما رأه الذين لا يعرفون حقيقة الله ولا يعرفونه بالحقيقية.
لكن أيوب الذي كان يعرف الله معرفة حقيقية، كان متأكدًا أن الله ينتبه إلى الظلم....لذا لما يرضى بأن يقبل تحليل أصدقائه لما يمر به بل تمسك برأيه وأنتظر أن الرب يجيبه وأن يتدخل ليسمع استغاثة نفسه الجريحة.
فهذه رسالة واضحة من أيوب للظالمين ... أحذروا فالله غير ما تظنون... فهو ينتبه للظلم.
وهي أيضا رسالة واضحة من أيوب للمجروحين...... تذكروا أنه الأله العادل ..فهو ينتبه للظلم ولكن في الوقت المناسب له، وبالطريقة التي يراها حسب صلاحه.
ففي الوقت المناسب رفع الرب وجه أيوب
ورد الرب سبي أيوب
وبالطريقة المناسبة كافأ الرب أيوب ضعفأ.
ففي بلادنا مصر... وفي هذه الأيام التي نعاصرها ....وهذه الظروف التي نمر فيها... هناك نفوس جرحى تستغيث من الظلم، وكثيرون يرون أن الله غير منتبه للظلم. ولكن هل هذه هي الحقيقية؟! بالطبع لا ...... فالننتظر رد الرب.