الجرح الذي لم يُدركه صاحبه
في سفر صموئيل الثاني الاصحاح 11 يحدثنا الوحي الكتابي عن قصة مأساوية تخص داود النبي، وقد سجلها الوحي لا لإيذاء داود بل لتعليمنا.
القصة معروفة للجميع وهي قصة اعتداء داود على بثشبع إمراءة أوريا الحثي أحد فرسان داود الأمناء ومحاولة داود لستر الفضيحة باستدعاء أوريا من الحرب ليصبح الطفل الذي في أحشاء بثشبع وكأنه ابن اوريا، وعندما فشلت الخطة قام باعطاءه خطاب لرئيس الجيش كان عبارة عن توصية له بوضع أوريا في واجهة الحرب والرجوع عنه حتى يُقتل، وبالفعل هذا ما حدث.
ووسط ظلام الظلم والخيانة والقتل نجد نور في نهاية النفق وهو أن أوريا مات بدون أن يعرف ما حدث لزوجته وله، وأن الله لم يترك الأمر يعبر بدون عقاب للفعل.
وهذا يقودنا لعدة اسئلة:
السؤال الأول: هل الله يحاسب حتى على الجرح الذي لم يُدركه صاحبه؟
فأوريا لم يُدرك:
أ. تعدي داود على زوجته
ب. محاولة داود خداعه ليُنسب له طفل ليس من صُلبه
ت. أن داود استغل وطنيته وأمانته وولاءه وجعله يحمل قرار قتله رغم دفاعه عن وطنه وعن الملك وعن شعب الله.
ومع ذلك، فالله حاسب دواد على جرحه لأوريا الذي لم يكتشف هو نفسه هذا الجرح. أليس هذا نوع من العدالة الإلهية؟!
السؤال الثاني: هل هذه نعمة من الله أن أوريا لم يعرف أي شيء قبل موته؟
أعتقد بالرغم أن هذا لم يكن قصد داود بقتله لأوريا، ولكن هذه نعمة من نعم الله على أوريا. فلنتخيل أن أوريا قد أكتشف كل الأمور التي صنعها داود، فأي حالة كان سيمر فيها وأي جرح كان سيتألم منه لدرجة أنه كان سيطلب الموت لنفسه كنوع من أنواع الرحمة. فما أحكم الرب وشفقته!
السؤال الثالث: هل فضح الله لداود كان نعمة لداود أم لا؟
أعتقد أن ما فعله الله مع داود هو نوع من المراحم الإلهية أيضًا تجاه داود المؤمن الساقط، لأنه لو لم يفعل الله ذلك لكرر داود فعلته مع أُخريات ولقتل أزواجهن، وذلك لأنه لم يشعر بخطأه حتى قال له ناثان النبي "أنت هو الرجل".
في النهاية فلنتأكد من:
1. أن هناك جروح مثل أن: أحدهم يُسىء لسمعتك، أو يُنم عليك، أو يتأمر ضدك وأنت لا تعرف فهذه نعمة من الرب لك.
2. حتى الجروح التي لم نُدركها، الله عادل أنه يُدين فاعليها.
3. جرحنا للأخرين في السر حتى وإن لم يُكتشف سندفع ثمنه.