0]]المتحولون
"تحول المجروح لجارح"
في افلام "المتحولون" أو "الرجل الذئب" أو "مصاص الدماء" يتحول المعضوض إلى ذئب أو مصاص دماء، أي أنه بعد التعرض للجرح تتحول طبيعته ليأخذ طبيعة جديدة، ولكن للأسف هي طبيعة المعتدي.. الجارح. طبعاً بغض النظر عن حقيقة هذه الأفلام السينمائية الخيالية. لكن أيضاً كثير من الساديين في السجون ومعسكرات التعذيب الذين يعزبون الأسرى والمساجين هم سابقاً تعرضوا للإيذاء وبدلاً من أن يُشفوا من الداخل يتحولون هم لصورة جلاديهم. أي يتحول المجروح إلى جارح ويفعل في الأخرين بالتمام ما فُعل فيه.
كثيرون عندما يُجرحون ممن حولهم حتى في داخل مجتمع الكنيسة يجدون أن السبيل الوحيد لشفاء غليلهم هو أنهم يصيرون في نفس صورة جلاديهم ويفعلون بالأخرين ما فُعل فيهم فيبدأون فصل جديد من حياتهم ولكنه سيء لأنهم يجرحون فيه الأخرين. هذا بالطبع تحول خطير وسلبي يهبط بإنسانية الإنسان ويضر حياة المؤمن الروحية، فكون الشخص الذي جُرح من النميمة يتحول لنمام والمجروح من الأهانة يتحول إلى شخص يهين الجميع والذي ظُلم يبدأ يظلم الأخرين.
ولكن دعونا نرى من جهة أخرى عندما يرى المجروح جراحه في ضوء الله ونعمته، الحقيقة أنه سيتغير ويتحول لكن ليس لصورة جارحه ولكن لصورة ذاك الذي جُرح لإجله على الصليب والذي جُرح ولم يتحول لجارح، فتبدأ عملية التحول لصورة المسيح وبقوة روحه يتحول الشخص للغفران والنضوج وتتحول الجراح لبركة.
لنرى ذلك في حياة الرب يسوع والرسل كبولس الرسول وكثيرين من أبناء الرب الذين تحولوا ولكن ليس لصورة من جرحهم وصفاته السيئة بل لصورة المجروح لأجلهم وصفاته الرائعة، حينئذ ستكون النتيجة على الأقل في المجتمع الكنسي ليس جماعة من المتحولين بل كجماعة من السمائيين الذين يبكتون المجتمع باخلاقياته السيئة.
[/b]