وَحْلٌ الجراح

عاش إرميا النبي خادمًا للرب وكان امينًا امامه ,لقد دعاه الله ليكون نبياً للشعوب وقدم رسالته بكل حماس وهمه.. قد يكون مر بأوقات من الضعف والإحباط ولكن الأكثر من ذلك بكثير أنه جُرح جراحاً عميقة. لقد كان مكروهاً ومُبغَضاً من شعبه وأستهزئ به كثيرين وُضرب أمام الناس وهُدّد بالقتل ووضع في السجن عدة مرات ورُبط بسلاسل والكثير والكثير.... ولكن الشئ الذي لفت نظري وأود أن اشاركه معك عزيزي القارئ هو أنه طُرح في جب ملئ بالطين.
مكتوب في (سفر ارميا 38 وعدد 6) " فَأَخَذُوا إِرْمِيَا وَأَلْقُوْهُ فِي جُبِّ مَلْكِيَّا ابْنِ الْمَلِكِ، الَّذِي فِي دَارِ السِّجْنِ، وَدَلُّوا إِرْمِيَا بِحِبَال. وَلَمْ يَكُنْ فِي الْجُبِّ مَاءٌ بَلْ وَحْلٌ، فَغَاصَ إِرْمِيَا فِي الْوَحْلِ"
تخيل عزيزي أن خادم الرب ..رجل الله الذي يحمل كلمته وسلطانه يحدث فيه ذلك.
ففي الحقيقة أنه لم يُلقى في جب وحل فقط بل طُرح في وَحْلٌ من الجراح ممن حوله فصار كما قيل عن المسيح في سفر (زكريا الاصحاح 13 وعدد 6) " فيقول له ما هذه الجروح في يديك.فيقول هي التي جرحت بها في بيت أحبائي".
فكم من الجروح التي نُجرح بها ممن نحبهم ونخدم في وسطهم.
لم تنتهي حياة إرميا في هذا الوحل ولم تنهتي رسالته كما لم تنتهي عزيزي رسالتك في ملكوت الله بل سيرسل لك الله عَبْدَ مَلِكُ الْكُوشِيُّ الذي أنقذ إرميا وأخرجه من الوحل الذي فيه، فالله لايتركنا يتامى بل يُرسل لنا تعزيات الروح القدس واشخاص أمناء لكي يمنحونا الصبر الذي به نخدم الله منتظرين رجاء نعمته التي وهبت لنا أن نعيش مكرسين ومخصصين لرسالة الإنجيل.
فلا تفشل عزيزي... الله يرى جراحك ويعرفها وهو يعمل علي إعانتك سريعاً ثق فيه. وأشجعك أن تقرأ القصة بأكملها وتتأمل في حياة هذا الرجل الذي خرج من وَحْلٌ الجراح.
يعقوب نصحي 30 / 3 / 2013