"لأَنَّ الَّذِي ضَرَبْتَهُ أَنْتَ هُمْ طَرَدُوهُ وَبِوَجَعِ الَّذِينَ جَرَحْتَهُمْ يَتَحَدَّثُونَ."(مزمور 69 :26)
فى هذا المزمور الذى كتبه داود النبى بالروح القدس و فيه يسطر تجربته الشخصية فى وقت كان يؤدبه أو يمتحنه الله فيه،حتى أنه شعر أن الله ضربه بل و جرحه.
ولكن رغم تقبله ما عمله الله معه خاضعًا،الا أن آلمه ما حدث ممن حوله الذين يعادونه، فأثناء ضرب الله له طردوه، وعندما جرحه الرب تحدثوا و تقاولوا عن جرحه.
فالمؤمن عنده دائمًا الأستعداد أن يخضع لتأديب أو أمتحان الرب له لأنه يعلم أبوة الله الحانيه، و أن كل ما يفعله أو يسمح بحدوثه لأولاده هو لخيرهم" وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعاً لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ. " (روميه 8 : 28)، لكن الصعب على المؤمن هو أن يستغل البعض هذه الظروف للشماتة كما فعل شعب أدوم مع شعب الله فى القديم فى وقت سبيهم وتأديب وجرح الله لهم، ففى سفرعوبديا يقول الرب " وَيَجِبُ أَنْ لاَ تَنْظُرَ إِلَى يَوْمِ أَخِيكَ يَوْمَ مُصِيبَتِهِ وَلاَ تَشْمَتَ بِبَنِي يَهُوذَا يَوْمَ هَلاَكِهِمْ وَلاَ تَفْغَرَ فَمَكَ يَوْمَ الضِّيقِ" (عوبديا 12).
فلقد أعتبر الرب أن شماتة شعب أدوم فى شعب اسرائيل و تحدثهم عن جرح شعب يهوذا أثناء تأديب الله لهم شر لابد له من العقاب. وإن كانت الشماتة فى المصائب فعل شنيع ووضيع حتى فى نظر غير المؤمنين، كما رأينا من أستهجان الكثيرون لشماتة البعض بعد أحداث ثورة 25 يناير فيما يحدث للمسئولين الذين تم سجنهم ،و كيف أنه لا يجب أن يشمت أحد من الشعب فى مصيبة أى مسئول، فكم بالحرى يكون المؤمن و أعضاء الكنائس حين يمر أخوهم فى جرح معين، فهل هم مدعون للتحدث عن جرحه و الشماته فيه أم الصلاة من أجله و تشجيعه.
و هذا الأتجاه يجب أن يكون ليس مع أخى المؤمن الصديق و الحبيب فقط ،بل يجب أن يكون تجاه الجميع ،فلا أتحدث عن جرح أى انسان يوم مصيبته، حتى أيضًا من أختلف معه أو حتى الذى وقف منى موقف العداء فى يوم من الأيام، لأن المؤمن الذى سكن فيه المسيح أصبح له أحشاء يسوع من محبة و غفران و تألم مع المتألمين حتى لو كانوا من الأعداء.
بل أيوب يعتبر أن عدم شماتته فى أعدائه فى مصائبهم هو أحد علامات التزامه بوصايا الله و أمانته " إِنْ كُنْتُ قَدْ فَرِحْتُ بِبَلِيَّةِ مُبْغِضِي أَوْ شَمِتُّ حِينَ أَصَابَهُ سُوءٌ.)" أيوب 31 : 29).
فيا ليتنا نتحذر كأولاد لله من أن نخطىء بالسنتنا و نتحدث بوجع الذين جرحهم الرب، بل لننظر لأنفسنا لئلا نكون نحن أيضًا مستحقين للجرح من الله و لكنه يعطينا فرصة للتوبة.
القس/ جوزيف موريس